لماذا هناك معاناةٌ في هذا العالَم؟
لقد أثير هذا السؤالُ مرّةً تلوَ الأخرى على مرّ التاريخ. لنفترض أنّ الله الجيّد القادرَ على كلّ شيء موجودٌ، فلماذا يسمح إذن بالحرب، بالمجاعة، بالقتل وبمآسٍ حياتية أخرى؟ أليس لديه القدرة على منع أو حتّى القضاء على كلّ الشّر في العالَم؟
الكتاب المقدّس لا يُجيب عن هذا السؤال مباشرة. ومع ذلك، فإنّه يُخبرنا أن سبب الكثير من المعاناة في العالَم هو الإنسان نفسُه، نتيجةً لخيارات يتّخذها خارجَ إرادته الحرّة. إنّ الحرب والعنف والزنا وحالاتٍ مؤلمةً جدّا، هي في الحقيقة بسبب الإنسان. لا نستطيع إلقاءَ اللوم على الله بسبب خياراتنا السيّئة. عِوضًا عن ذلك، علينا أن نُلقي نظرة على أنفسنا في المرآة.
في هذا العالَم، على كلّ حال، هناك الكثير من المعاناة التي لم يُسبّبها الإنسان، مثل الكثير من الأمراض والكوارث الطبيعية. لماذا لا يمنَع الله تلك من الحدوث؟ إلى حدٍّ ما، يبقى هذا لُغزًا بالنسبة لنا. مع ذلك يبدو، أنّ الله يستخدم المصاعب وظروفَ الحياة ليدعونا إليه. لعلّ أحدَ أسباب المعاناة هو تذكيرُنا بمدى حجمنا الصغير، وهكذا ليُشجّعَنا على التوجّه نحو الله. من ناحية أخرى، فإن المعاناة تُقرّب الناسَ من بعضهمِ البعض، وهي مشيئة الله في أنّنا نمُدّ يد العون للمحتاجين.
إنّ عزاءنا وأملنا في وَسَط المعاناة هو المسيح، الذي هزم الخطيئة والموتَ من خلال تضحيته النهائية وموته على الصليب.
”الربُّ قريبٌ من منكَسِري القلوب، ويُخلِّص المُنسَحقين في الروح". (سفر المزامير ٣٤: ١٩)