من يستطيع تناوُلَ القُربان المقدّس؟
يُقدَّمُ القربانُ المقدّس للمسيحيّين المعمَّدين. في الكنيسة اللوثرية، كلُّ مَن أنهى دورة التثْبيت ونال التثبيت الدينيَّ يحِقُّ له تناول القربان المقدّس. هكذا يمكن التأكّدُ من أن المشارك في القربان المقدّس، يفهم ويُدرك ما معنى هذا القربان، والفرق بينه وبين الطعام والشراب العاديّين. كما أنّ ّالأولاد الذين تعلّموا هذا الأمر يستطيعون التناولَ برفقة الوالديْن أو العرّابين (الأشابين). وفي مقدور كلّ شخص آخرَ المجيء إلى جانب مذبح (هيكل) الكنيسة للتبرّك.
في بعض الأحيان قد يشعُر الإنسان بصعوبة ما في التوجّه إلى القربان المقدّس. قد يكون لدى الشخص شعور بأنّه غيرُ جدير بذلك، وعليه أوّلًا أن يكون أحسنَ وأقوى في الإيمان. هذا، في الواقع، ليس ما ينبغي أن يكون. إنّ القربانَ المقدّسَ ليس لأنّنا صالحون وطيّبو القلب وهو ليس مقتصرًا على أولائك الناجحين الموفّقين في الحياة. الصحيح هو بالعكس تمامًا! - القربان المقدس مُعدٌّ لكلّ من يحتاج إلى المغفرة. في القربان المقدّس، يرحَم الصديق الفادي، ويُبارك أولائك الذين فشِلوا في الحياة. إنّ القربان المقدّس مُتاحٌ ومُعَدٌّ لكل من بحاجة للمغفرة، إنّّه ليس لمن يظنّون بأنّهم ليسوا بحاجة ليسوع المسيح.
الكتاب المقدّس يحذِّرُنا من تلك الإمكانية التي فيها قد يأكل الإنسان جسدَ يسوع المسيح ويشرب دمَه، ويكون ذلك إدانة له وحُكمًا عليه. بعض الناس الذين وُجِّه إليهم هذا التحذيرُ في الأصل، دأبوا على تناول القربان المقدّس وهم غير عالمين بما هم فاعلون. أكلوا وشربوا، وبعضُهم ربّما كان ثملًا (سَكران) وأكل جسدَ يسوع المسيح، وشرب دمَه مع أمورٍ أخرى، بدون وعي أو تفكير. ويكتب بولس الرسول أنّ مَن يشارك في القُربان المقدّس بدون أن يفكّر ويعي بأن ذلك جسد يسوع المسيح ودمه، فإنّه سيأكل ويشرب لهلاكه ولعذاب النار. وكثيرًا ما فُهم هذا التحذير بأنّه يَحْرِمُ أولائك الناسَ غير الصالحين والذين لا إيمان قويًّا لديهم من القُربان المقدّس. ولكن هذا المعنى ليس صحيحًا.
”فأنتم كلّما أكلتم هذا الخبزَ وشربتم هذه الكأسَ تُخبِرون بموت الربِّ إلى أن يجيءَ“ (كورنثوس الأولى ١١: ٢٦)