لماذا مات يسوعُ على الصليب؟
الديانة اليهودية تقول إنّه حُكِم على يسوع المسيح بالإعدام، لأنّ شيوخَ اليهود ادّعوا بأنّه سخَر من الله. تعاليم يسوع المسيح والأعمال التي نُسبت إليه بكونه ابنَ الله، الذي نزل من السماء إلى الأرض. وبموجب شريعة موسى، هذه هي ”هرطقة/إلْحاد“ وحُكمُها الإعدام.
على كل حال، آنذاك كانت إدارة وتنفيذ عقوبة الإعدام منوطةً بيد الرومان فقط. والحاكم الروماني بيلاطُس البُنْطِيّ لم يكن معنيًا بالخلافات والنزاعات الدينية التي كانت قائمةً بين زعماء اليهود. وعليه فقد قُدِّم يسوع لبيلاطس، كشخص قد ينضمُّ إلى الناس في انتفاضة أو تمرّد ضدّ القيصر. الحاكم بيلاطس البنطي لم يقتنع بهذا، إلّا أنّّه في آخر المطاف، رضخ تحت الضغط وحكَم على يسوع المسيح بالصلب.
كلّ مَن يقرأ عن موت يسوع وصلبه في الأناجيل، قد يندهش ويتساءل: لماذا شخصٌ طيّب إلى هذا الحدّ وبريء، حُكم عليه بمثل هذا الموت المروّع الرهيب؟ لماذا لم يتدخّلِ اللهُ لينقذَ يسوع؟ لماذا لم يدافع يسوعُ عن نفسه عندما اتّهم زورًا وبُهْتانا؟
إنّنا نجدُ الإجابة في سِفْر إشعياء في الإصحاح ٥٣، ويا للدهشة فهذا السفر كان قد كُتب ٥٠٠ عام ،على الأقلّ، قبل موت يسوع المسيح. ونحن كمسيحيّين نؤمن بما تقول هذه الآيات وغيرُها في الكتاب المقدّس: كلّ هذا كان ضمن خُطّة الله للخلاص. مات يسوع المسيح على الصليب من أجل خطايانا؛ اللهُ أرسل ابنَه الوحيدَ ليُقاسي ويموت عنّا، كيلا نُقاسي نحن ونموت. إنّه كفّر عن خطايانا.
”وهو مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل خطاينا. سلامُنا أعدّهُ لنا، وبجِراحِه شُفينا. كلُّنا كالغنم ضَلَلْنا، مالَ كلُّ واحدٍ إلى طريقه، فألقى عليه الربُّ إثمَنا جميعًا“ (إشعياء ٥٣: ٥-٦)