لماذا يجب أن أومن بما يعلّمُه الكتاب المقدّس؟
هناك بعض الأسفار المقدّسة في العالَم، والكتاب المقدّس واحد منها. لماذا الكتاب المقدّس وليس كتاب آخر، مثلًا كتاب أقدمَ من الكتاب المقدّس بكثير؟
هنا نتّجه نحوَ موضوع يتهرّب من استنباط ومناقشة يقبلَهُما العقل. لا يستطيع المسيحيّون استخدامَ العقل ليُبرهنوا للمتشكّكين بأنّ الكتاب المقدّسَ وحدَه هو كلمة الله، وليس سائر الكتب التي تدّعي ذلك. إنّنا لم نقُم بمقارنة جميع مجموعات الكتب القديمة، وبعد تدقيق النظر والتحليل اخترنا واحدًا منها، كما يحدث عند شراء هاتف جديد. معلِّمون لوثريّون قُدامى، كانوا قد عبّروا عن ذلك بحدّة ووُضوح. من سِمات الكتاب، المقدّس أنّه يُقنع القارىءَ بأنّه كلمةُ الله. وهكذا سلطة الكتاب المقدّس لا تستند إلى قرارات الكنيسة وإلى مناقشات عقلانية أو ما توصّلت إليه أحدث الأبحاث. إنّها تستند إلى عظمة وقوّة الله لا غير.
ولهذا بالضبط، يستطيع قارىء/قارئة الكتاب المقدّس، أن يكون/تكون على قناعة بأنّ اللهَ يتكلم إليه /إليها. قارىء آخرُ قد لا يُتاح له مشاركة هذه التجربة. هذا يدلّ، بحسب اعتقادنا، بأنّ نورَ الله لا يصل قلبَ كلّ واحد.
”فأين الحكيمُ؟ وأين العلّامة؟ وأين المُجادِل في هذا الزمان؟ أما جعل اللهُ حكمَةَ العالَم حماقةً؟ فلمّا كانت حكمةُ الله أن لا يعرِفَه العالَم بالحكمة، شاء الله أن يُخلِّصَ المؤمنين به ”بحماقة“ البِشارة“. (كورنثوس الأولى ١: ٢٠-٢١).