كيفيّة تفسير الكتاب المقدّس
هنالك عدّة أساليبَ وطُرق لتفسير الكتاب المقدّس، ولكن كلّ الشروح والتفاسير لا تجلبُ أيّ رصيد أو مفخرة لأصحابها. من الأسهل الوصول إلى نتيجة أفضلَ، عن طريق أخذ مبدأيْن أساسيّين بعين الاعتبار.
كتابة الكتاب المقدّس قد استغرقت قرونًا من الزمن. ومن الحكمة عند تفسير هذا الكتاب أن نسألَ أنفسَنا كيف فهِمه القرّاء الأوّلون أو الذين سمِعوه. حقًّا ما هي أفكار أولائك الذين استمعوا لكلمات إرميا النبيّ، أحد العديد من الأنبياء الذين تنبّأوا بخراب أورشليم بعد أن تخلّت عن مشيئة الله؟ ثمّ بماذا فكّر الناسُ بعد ذلك الخراب حينما سمِعوا الوعود الرائعة المذكورة في الإصحاح الأربعين؟ كيف فسّر السامعون الأوائل لرؤيا القدّيس يوحنّا النبوءاتِ القاسية؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلّب إرادةً للتعلّم، مطالعة واسعة وطلب المشورة والنصيحة؛ والأمر يستحقّ كلَّ هذا الجُهد.
الفهم التاريخي يُقيم جسورًا كثيرة لحياتنا اليومية. المسيحيُّ يقرأ الكتابَ المقدّس ككلّ حيث يكون يسوع المسيح في المركز، وهكذا رويدًا رويدًا ينمو الفهم ويكبُر. في مثل هذه العملية تبلورت مجموعة الكتب على مدى قُرون وأصبحت كما هي الآن - رسالة محبّة إليك، والمرسل اللهُ القادر على كلّ شيء.
”وهذا كلّه من الله الذي صالَحَنا بالمسيح وعَهِدَ إلينا خدمةَ المُصالحة. أي إنّ اللهَ صالَح العالَمَ مع نفسه في المسيح وما حاسبَهُم على زلّاتهم، وعَهِد إلينا أن نُعْلنَ هذه المصالحةَ. فنحن سُفراء المسيح، وكأنّ اللهَ نفسَه يَعِظُ بألْسنتنا، فنُناشدكُم باسم المسيح أن تتصالحوا معَ الله. لأنّ الذي ما عَرَف الخطيئةَ جعلَهُ اللهُ خطيئةً من أجْلنا لنصيرَ به أبْرارًا عند الله“ (كورنثوس الثانية ٥: ١٨-٢١).